الفرق بين
التشريع السماوي والقانون الوضعي :
أولاً :
القانون الوضعي تنظيم بشري من عند الناس ومن الخطأ قياسه بالشريعة الإسلامية التي
جاءت من عند الله تعالى وفي هذا رد على الباحثين الذين عابوا على الشريعة شمولها
واتساعها .
ثانياً : أن
لكل حكم شرعي معنى تعبدي روحي يلازمه ويكفل تربية الضمير والوازع الديني وليس
للقوانين الوضعية شيء من ذلك لذلك تفقد القوانين الوضعية سلطتها على النفس البشرية
لأن العقوبة وحدها لا تكفي لردع المجرم .
ثالثاً :
أن الفقه الإسلامي بجميع أحكامه قد عاش قروناً متطاولة ، الأمر الذي لم يظفر به أي
تشريع في العالم قديماً وحديثاً فله أربعة عشر قرناً عاصر خلالها جميع الأحداث
والبيئات فتكونت لديه ثروة فقهية ضخمة ومن الظلم والإجحاف أن تقارن بتشريعات
أجنبية وليدة قرن وبضع قرن من الزمان .
رابعاً :
القوانين الوضعية تهمل المسائل الأخلاقية وتقصر المخالفة على ما فيه ضرر مباشر
للأفراد (فلا تعاقب على الزنا إلا إذا أكره أحد الطرفين ، ولا تعاقب على شرب الخمر)
، أما الشريعة الإسلامية فهي شريعة أخلاقية والأخلاق التزامات من واجبات الدين وقد سئل رسول الله:
"ما أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال :تقو الله ، وحسن الخلق " .
خامساً :
قواعد القوانين الوضعية مؤقتة لجماعة معينة لذا فهي بحاجة إلى التغيير كلما تطورت
الجماعة وتجددت مطالبها كما أن واضعوها عرضة للأهواء والنزعات التي قد تحيد بهم عن
طريق الحق ، أما قواعد الشريعة فهي قواعد كلية ثابتة مستقرة صالحة لكل حين كما
أنها وحي منزه عن كل نقص قال تعالى : )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ
دِينًا)ـ.